رقم الفتوى بالموقع (19)
تاريخ الفتوى : 16 / ربيع الثاني / 1426هـ يوافقه : 14 / مايو / 2005م
موضوع الفتوى: حكم التعامل مع من يدعي علم الغيب
السؤال:
ظهر في هذه الأيام شخصٌ من أتباع الديانات الأخرى يدعي علم الغيب ومعرفة أحوال الناس وما يصيبهم من النفع والضر، وقد ذهب إليه كثير من المسلمين بغرض العلاج والبحث عن الأشياء المفقودة، فما هو حكم التعامل معه ؟ وما نصيحتكم لهؤلاء؟ .
الفتوى:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..وبعد ..
فإن الكاهن – مسلماً كان أو كتابياً أو غير ذلك – هو يدعي معرفة الغيب من ضاربٍ بالحصى أو الودع أو ناظرٍ في النجوم أو خاطٍ في الرمل أو من له اتصال ببعض الجن الذين يخيرونه ببعض المغيبات، وهذا الكاهن عمله محرَّمٌ لادعائه علم الغيب الذي يعارض قول الله تعالى: { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } وقوله سبحانه { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول } ، وقد حرمت الشريعة الإسلامية إتيان هؤلاء الكهان أو الجلوس إليهم أو تصديقهم فيما يدعون فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: { من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلي الله عليه وسلم} ، ولما سأل معاوية بن الحكم رصي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان قال عليه الصلاة والسلام { ليسوا بشيء } فقال معاوية : إنهم يخبروننا بالشيء أحيانا فيكون حقا ؟ قال عليه الصلاة والسلام { تلك الكلمة الحق، يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه، ويزيد فيها مائة كذبة } . رواه مسلم .
وعليه فإنه يحرم الذهاب إلى هؤلاء الكهان أو التعامل معهم أو تعظيمهم أو البشاشة في وجوههم، ومن وقع في شيء من ذلك لزمته التوبة النصوح، والواجب الشرعي يحتم البراءة منهم وهجرهم وتحذير الناس من شرهم وبيان حكم الشرع فيهم، لقوله تعالى: { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } وقوله تعالى { لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء} .
والله تعالى أعلم..